حرف

صلى الله على سيدنا محمد وععلى اّله وصحبه وسلم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حرف

صلى الله على سيدنا محمد وععلى اّله وصحبه وسلم

حرف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحرف يبني الجمل


    عن مخزون الغذاء العالمي

    avatar
    زائر
    زائر


    عن مخزون الغذاء العالمي Empty عن مخزون الغذاء العالمي

    مُساهمة  زائر الثلاثاء 16 أكتوبر 2012, 9:31 am

    مخزون الغذاء إجمالي كمية الغذاء المتاحة للسكان على مستوى العالم. ولا أحد يستطيع الحياة بلا غذاء، ولذلك كان التزود بالغذاء من اهتمامات البشر. ويعتمد مخزون الغذاء أساسًا على مزارعي العالم، فهم ينتجون المحاصيل والمواشي التي تزودنا بأغلب غذائنا. ويختلف مخزون الغذاء في العالم من عام إلى آخر لاختلاف إنتاج المحاصيل والمواشي سنويًا. ففي بعض الأعوام تحدث خسائر كبيرة بسبب الجفاف أو الفيضانات، أو غير ذلك من الكوارث الطبيعية. ويتزايد سكان العالم كل عام، ولذلك فإن طلب العالم للغذاء يتزايد باستمرار. والنقص في الغذاء أو المجاعات تحدث عندما تعجز الكميات المعروضة من الغذاء عن تلبية الحاجة الضرورية.

    ويختلف مخزون الغذاء من عام لآخر ومن قطر لقطر. فأغلب الدول الفقيرة النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، نادرًا مايكون لديها غذاء كاف لأغلب سكانها. فملايين الناس في هذه الدول يعانون من الجوع، وخلال سنوات المجاعة قد يموت الملايين. ومن جانب آخر، يجد أغلب الناس في كل الدول الصناعية تقريبًا غذاء كافيًا. لكن مخزون الغذاء لا يتوزع بالتساوي إلا في قليل من الدول. ففي كل دولة تقريبًا، هنالك من لديهم أكثر مما يحتاجون إليه من الغذاء، بينما يعيش آخرون في جوع مستمر.

    والواقع أن أغلب الناس في الدول الصناعية يجدون غذاءً كافيًا لأسباب عديدة؛ أولاً لأن أغلب الدول الصناعية تقع في أقاليم العالم المعتدلة، أي بين المدارين والمناطق القطبية، والتربة والمناخ في الأقاليم المعتدلة تناسب الزراعة على وجه العموم.

    وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدول الصناعية لديها الأموال الكافية للإنفاق على الأبحاث الزراعية، ولذلك فإنها قادرة على حل مختلف المشكلات المرتبطة بالزراعة في الأقاليم المعتدلة.

    يستطيع أغلب المزارعين في الدول الصناعية شراء الأسمدة والمواد الأخرى التي يحتاجونها لإنتاج كميات كبيرة من الغذاء. وأخيرًا فإن الدول الصناعية لديها غذاء كاف، لأن أعداد سكانها تنمو بمعدل أقل من تزايد إنتاجها للغذاء.

    وعلى نقيض الدول الصناعية، تقع أغلب الدول النامية بين المدارين أو بالقرب منهما، والتربة والمناخ في هذه الأقاليم غير ملائمين بصفة عامة للزراعة على نطاق واسع كما أن الدول النامية ليس لديها أموال كثيرة للبحوث. ونتيجة لذلك، فهي تتقدم ببطء في حل مشكلات الزراعة الإستوائية، بالإضافة إلى أن كثيرًا من المزارعين في الدول النامية لا يستطيعون شراء الأسمدة وغيرها من المواد التي يحتاجونها لإنتاج المزيد من الغذاء. كل هذه الظروف تحد من إنتاج الغذاء. ولكن الدول النامية لديها غذاء قليل أساسًا؛ لأن أعداد سكانها تتزايد بالسرعة نفسها تقريبًا أو أسرع من الزيادة في كمية الغذاء التي تستطيع إنتاجها.

    بلغت أعداد سكان العالم في عام 2000م 6,141,500,000 نسمة، وهي تتزايد بمعدل 1,7% في العام. وبهذا المعدل من النمو، ستتضاعف أعداد سكان العالم بعد 44 سنة. وعليه، فإنه لابد أن يتضاعف مخزون الغذاء خلال هذا الوقت لتغذية السكان الإضافيين.

    ويعتقد كثير من الخبراء أن إنتاج الغذاء لن يستطيع مواكبة الزيادة في أعداد السكان إلا إذا انخفض معدل تزايدهم بدرجة كبيرة.

    كان أوّل من جاء بهذه النظرية الاقتصادي البريطاني توماس روبرت مالتوس في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي انظر: مالتوس، توماس روبرت. وكانت السيطرة على نمو السكان في الماضي تتم أساسًا عن طريق المعدلات المرتفعة للوفاة. ولكن خلال القرن العشرين، قلل التحسن في مستويات المعيشة والتقدم الطبي معدل الوفاة في أغلب الأقطار. وحاليًا، فإن أغلب الناس الذين يؤيدون رأي مالتوس يعتبرون تنظيم الأسرة هو الطريقة العملية الوحيدة لخفض النمو السكاني. وهذه المقالة تناقش هذه المشكلات وغيرها من مشكلات إنتاج الغذاء. كما أنها تناقش أيضًا حاجات الإنسان من الغذاء ومصادره وبرامج عرضه.


    حاجات الإنسان الأساسية من الغذاء
    يحدد الخبراء عادة كفاية غذاء الفرد بمقدار عدد السعرات وكمية البروتينات التي يحتوي عليها. والبروتين من المغذيات (المواد الغذائية) الرئيسية التي لابد أن توجد في الغذاء، ونحن بحاجة إليه؛ لأنه يبني ويصون خلايا الجسم. والمواد الغذائية الأخرى هي الكربوهيدرات (النشويات والسكريات) والدهون والمعادن والفيتامينات. أما السعرات الحرارية، فهي وحدات الطاقة التي يمدنا بها الغذاء. والواقع أنّ الكربوهيدرات والدهون هي عادة مصدر أغلب الطاقة الموجودة في غذاء الإنسان، والبروتين يوفر ما تبقى منها. إنّ الناس الذين تنقصهم السعرات الحرارية الكافية يقال إنهم ناقصو التغذية. والشخص الذي تنقص من غذائه أي مادة غذائية بدرجة خطيرة يُسمى سيء التغذية. وسوء التغذية الناجم عن نقص البروتين هو أكثر أنواع سوء التغذية شيوعًا.

    وأغلب الناس الذين لا يحصلون على قدر كاف من البروتين في غذائهم، لا يحصلون أيضًا على القدر الكافي من السعرات الحرارية. ولتعويض النقص المستمر في السعرات الحرارية، يحول جسم الإنسان المزيد والمزيد من البروتين إلى طاقة. الأمر الذي يؤدي إلى نقص البروتين المطلوب لبناء وصيانة الخلايا. ولذلك، فإن أغلب أنواع سوء التغذية هي من نوع نقص البروتين والسعرات الحرارية. يعاني ما يقرب من 600 مليون نسمة في العالم، أي نحو تُسْع سكان العالم، من سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين والسعرات الحرارية. والغالبية العظمى من هؤلاء يعيشون في الدول النامية وأكثرهم من الأطفال الصغار. ومعظم الضحايا يموتون قبل بلوغ الخامسة من عمرهم. ويكبر الكثيرون وهم مصابون بعاهات عقلية عضوية حادة. انظر: التغذية.



    توزيع نصيب الفرد من السعرات الحرارية في العالـم يوضح هذا الرسم البياني عدد السعرات الحرارية المطلوبة في غذاء كل فرد في أقاليم العالم الرئيسية إذا وزعت السعرات الحرارية بالتساوي على سكان الإقليم. السعرات الحرارية المطلوبة تعتمد على متوسط وزن الجسم في السكان والتوزيع العمري والجنسي ومستوى النشاط.
    السعرات الحرارية. تعتمد كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد يوميًا على الجنس والعمر وبنية الجسم ومستوى نشاطه. فالدهَّان ذو البنية القوية، مثلاً، يحتاج لسعرات حرارية كثيرة جدًا مقارنةً بعامل المكتب ذي البنية النحيلة. وتقدر الأمم المتحدة أن الشخص ذا الوزن المتوسط (65 كجم) والنشاط المعتدل، يحتاج على الأقل لنحو 3,000 سعر حراري في اليوم. وتحتاج المرأة معتدلة النشاط والمتوسطة الوزن (55 كجم) لحوالي 2,200 من السعرات الحرارية في اليوم. والأطفال والصبية يحتاجون يوميًا بين 820 و 3,070 من السعرات الحرارية في المتوسط اعتمادًا على الجنس والعمر والوزن.

    ومتوسط السعرات الحرارية التي يستهلكها يوميًا كل الناس في أفقر الدول الصناعية تقل في المتوسط عن 2,000 سعر حراري وهي نسبة أقل كثيرًا مما هو مطلوب لأغلب الناس. وفي بعض الدول المتقدمة، يزيد الاستهلاك اليومي للسعرات الحرارية على3,700 في المتوسط، وهي نسبة أعلى كثيرًا مما هو مطلوب لأغلب الناس.



    توزيع نصيب الفرد من البروتين في العالم يوضح هذا الرسم البياني كمية البروتين بالجرام المطلوبة لكل فرد في أقاليم العالم الرئيسية إذا وزع مخزون البروتين بالتساوي على سكان الإقليم.
    البروتين. يتكون البروتين في وجبة الإنسان من بروتين حيواني وبروتين نباتي، ذلك لأن منتجات الألبان والبيض والسمك واللحم هي المصادر الرئيسية للبروتين الحيواني. وأهم مصادر البروتين النباتي هي فصيلة البازلاء. وهذه النباتات التي تسمى البقوليات أو البقول الحبية تشمل الفاصوليا والبازلاء والفول السوداني. كما أن الغلال أيضًا تُعَدُّ مصدرًا للبروتين النباتي.

    يتكون البروتين من جزيئات تسمى الحموض الأمينية. ولابد لجسم الإنسان من حموض أمينية معينة لبناء وصيانة خلايا الجسم. أغلب مصادر البروتين الحيواني تمد الجسم بكل الحموض الأمينية الأساسية، وبالنسب التي يحتاجها الجسم. ولذلك، فإن هذه المصادر تستطيع مد الجسم بجميع احتياجاته اليومية من البروتين. وفي المقابل، فإن العديد من مصادر البروتين النباتي لا تمد الجسم بالمجموعة الكاملة من الحموض الأمينية، فهي تفقد واحدًا أو أكثر من الحموض الأمينية الأساسية، أو لا توجد فيها العناصر الغذائية بالقدر الكافي. فمثلاً، الغلال بمفردها لاتحتوي على مجموعة كاملة من الحموض الأمينية. ولكن إذا أكلت هذه الحبوب مع بعض البقوليات الغنية بالبروتين كفول الصويا فإنها يمكن أن تزود الفرد باحتياجاته من البروتين. انظر: البروتين.

    يختلف الناس في احتياجاتهم للبروتين ،كما يختلفون في احتياجاتهم للسعرات الحرارية، ولكن احتياجات الفرد من البروتين تعتمد على نوعية البروتين الذي يستهلكه. فالناس يحتاجون لبروتين أقل إذا احتوى غذاؤهم على بعض البروتين الحيواني مقارنة بمن يعتمدون على البروتين النباتي فقط. وتقدر الأمم المتحدة أن رجلاً متوسط الوزن (50 - 80كجم) يحتاج بين 38 و60 جم من البروتين على الأقل في اليوم، إذا كان كل ما يتناوله من البروتين من نوع البروتين الحيواني. وتحتاج امرأة متوسطة الوزن (40-75كجم) بين 30 و56 جم. ويحتاج الأطفال والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 19سنة إلى ما بين 14و 38 جم. وفي كل الحالات، تزداد احتياجات الناس للبروتين إذاكان من نوع البروتين النباتي.

    يقل متوسط الاستهلاك من البروتين لكل الناس في أفقر الدول النامية عن 31 جم. وأغلب هذا البروتين هو بروتين نباتي. ولذا، فإن متوسط استهلاك البروتين في هذه الدول يقل عن الحد الأدنى المطلوب. كما أن أغلب الناس في هذه الدول يحصلون من غذائهم على قدر قليل جدًا من السعرات الحرارية. ونتيجة لذلك، فإن أغلب البروتين الذي يحصلون عليه يذهب لمقابلة احتياجاتهم من الطاقة بدلاً من بناء وصيانة خلايا الجسم. ويصل متوسط استهلاك الناس من البروتين في بعض الدول الصناعية إلى أكثر من 95جم للفرد يوميًا. وأغلب هذا البروتين هو بروتين حيواني. ولذلك، فهو يزيد عن الحد الأدنى المطلوب، فيتحول البروتين الزائد عن الحاجة إلى طاقة إضافية. وإذا زادت السعرات الحرارية عن المطلوب، فإن الجسـم يختزن ماتبقى منها في شكل دهون.


    مصادر الغذاء الرئيسية

    الغلال. تعد الحبوب من أهم مصادر الغذاء في العالم. فهي تزود سكان العالم بنصف استهلاكهم من السعرات الحرارية والكثير من البروتين. والحبوب أيضًا مادة رئيسية في أغلب علف المواشي، ولذا فهي تسهم في إنتاج اللحوم البيضاء ومنتجات الألبان. ولأهمية الغلال، يستخدم الخبراء غالبًا حجم إنتاجها (أو كمية المعروض منها) مقياساً لإجمالي مخزون الغذاء.

    أغلب الحبوب التي تنتجها الدول النامية هي تقريبًا حبوب غذائية ـ أي أن الناس يستهلكونها مباشرة غذاء لهم ـ فقد يطبخون الحبوب طبقًا رئيسيًا. وقد يستخدمونها في صنع الخبز أو المعكرونة أو غير ذلك من الغذاء. ويستهلك الناس في الدول الصناعية الحبوب مباشرة، ولكنهم إضافة إلى ذلك يستخدمون الكثير منها علفًا للمواشي، أي أنهم يستهلكون الحبوب بطريقة غير مباشرة في شكل منتجات حيوانية.

    والحبوب التي تستخدم أساسًا لعلف الحيوانات في بعض الأقطار، تستخدم غذاء للإنسان في أقطار أخرى. فمثلاً، تستخدم أغلب كميات الذرة الشامية التي تنتجها الولايات المتحدة علفًا للمواشي، في حين تستخدم بعض الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية هذه الذرة غذاءً رئيسيًا.


    المواشي والأسماك تُعد مصادر البروتين الحيواني الرئيسية. فعلى مستوى العالم توفر اللحوم والبيض ومنتجات الألبان أكثر من 80% من البروتين الحيواني في غذاء الإنسان. وتزود الأسماك الإنسان بنسبة كبيرة من البروتين الحيواني في بعض الأقطار، كاليابان والنرويج والفلبين. ولكن على مستوى العالم، فإن الأسماك توفر نحو 20% من البروتين الحيواني الذي يستهلكه الناس.


    مصادر الغذاء الرئيسية الأخرى. يعتمد الناس في بعض مناطق العالم على غذاء آخر غير الحبوب والمواشي والأسماك. ويأتي فول الصويا وغيره من البقوليات في المرتبة الثانية، بعد الأرز، كمصدر للغذاء في كثير من الدول الآسيوية. والبطاطس هي الغذاء الرئيسي في أوروبا وأمريكا اللاتينية. وفي بعض الأقطار الاستوائية، يعتمد الناس كثيرًا على أنواع من الغذاء المحلي، كالموز والمنيهوت (جَذر نشوي) أو البطاطا الحلوة أو اليام. ومن بين كل هذه الأنواع من الغذاء، فإن البقوليات وحدها هي التي توفر كميات كافية من الحموض الأمينية الأساسية.


    الظروف التي تؤثر على مخزون الغذاء
    يتكون مخزون الغذاء في العالم، أساسًا، مما ينتج منه في نفس السنة. ولكنه يشتمل أيضًا على احتياطي أو مخزون ما تبقى من إنتاج أعوام ماضية. إنّ احتياطي الغذاء ضروري للإسهام في تعويض النقص المحتمل بسبب النقص الزائد في الإنتاج الزراعي. ولتكوين الاحتياطي، لابد لأقطار العالم كلها من إنتاج الغذاء بكميات أكبر مما يُستهلك. ولكن قليلاً من الدول تنتج غذاء فائضًا، فالولايات المتحدة تنتج أكبر فائض في العالم. كذلك تنتج كل من الأرجنتين وأستراليا وكندا ونيوزيلندا فائضًا من الغذاء.

    وأغلب الدول إما أنها تنتج مايكفيها فقط، أو أنها تنتج أقل من ذلك. فإذا فشل بلد ما في إنتاج غذاء كاف فلا بد له من استيراد كميات إضافية، وإلا فإنه يواجه عجزًا في الغذاء. وتستطيع أغلب الدول الصناعية التي لاتنتج غذاء كافيًا استيراد الكميات الإضافية التي تحتاجها. وبريطانيا واليابان مثالان لهذه الأقطار. ولكن أغلب الدول النامية لا تستطيع استيراد كل الغذاء الذي يحتاج إليه سكانها. ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن العشرين تضاعف إنتاج الغذاء لكن الطلب عليه تضاعف أيضًا. ونتيجة لذلك، اعتمدت أغلب الدول على استيراد الغذاء أساسًا من الولايات المتحدة.

    وتعتمد كمية الغذاء التي ينتجها بلد ما، جزئيًا، على موارده الزراعية كالأرض والمياه. ولا يوجد أي قطر لديه كميات ثابتة من هذه الموارد. ولذا فإن العرض العالمي للغذاء يتأثر بـالعاملين التاليين: 1- قلة الموارد الزراعية. 2- الزيادة المستمرة في الطلب على الغذاء. أما مخزون الغذاء في كل بلد على حدة، فيتأثر بمشاكل توزيعه على أنحاء القطر.



    العلاقة بين إنتاج االغذاء وعدد السكان يوضح هذا الرسم البياني نسبة مساهمات الغذاء في العالم وأعداد السكان في كل إقليم رئيسي.
    محدودية الموارد الزراعية. تحتاج الزراعة لموارد مختلفة، وخاصة الأرض والمياه والطاقة والأسمدة؛ فالأرض هي المورد الزراعي الرئيسي، ولذلك لابد أن تكون مستوية وخصبة كي تستخدم للزراعة. ولكن أغلب الأراضي الصالحة للزراعة في العالم قد استغلت، وأغلب الأراضي غير المستغلة تقع في مناطق نائية بعيدًا عن الأسواق والمواصلات.

    والواقع أن كل المحاصيل تحتاج إلى المياه كي تنمو، ولكن الأمطار موزعة بطريقة غير متساوية على سطح الأرض. فبعض المزارعين يمكنهم الاعتماد على الأمطار في كل احتياجاتهم من المياه، في حين يضطر آخرون للاعتماد على مياه الري ـ إن كانت متاحة ـ لأن الأمطار قد تكون قليلة جدًا أو غير مضمونة بالنسبة لهم. ولكن مخزون مياه الري محدود، وفي بعض الدول، يستخدم المزارعون كل المياه تقريبًا.

    يعتمد كثير من المزارعين بدرجة كبيرة على مصادر الطاقة، وخاصة الوقود المستخرج من النفط، لتشغيل الجرارات ومضخات المياه وغير ذلك من الآلات الزراعية. ويستخدمون الأسمدة وخصوصًا تلك الأسمدة النيتروجينية التي تصنع حاليًا من الغاز الطبيعي. ولكن كميات النفط والغاز الطبيعي محدودة جدًا في العالم. ومن المحتمل أن ينضب الاحتياطي المعلوم من النفط والغاز مع أوائل القرن الحادي والعشرين الميلادي. وهذا يعني أن المزارعين محتاجون إلى مصادر أخرى للطاقة والأسمدة النيتروجينية.

    وقد لوحظ، في السنوات الأخيرة ازدياد حاجة المزارعين للطاقة بدرجة كبيرة، فبين عامي1950و1985م ازدادت كمية الطاقة المستخدمة لإنتاج طن من الحبوب بأكثر من الضعف؛ إذ ارتفع المعدل الذي كان أقل من نصف برميل من النفط إلى أكثر من برميل كامل. وفي بعض الأقطار، ازدادت احتياجات الطاقة المستخدمة لإنتاج السماد عن تلك التي تستخدم لتشغيل جرار. وعلى مستوى كل بلد فإن الارتفاع العام في أسعار الطاقة والسماد يضاف إلى تكاليف إنتاج الغذاء.

    إنّ زيادة استخدام الموارد الزراعية يمكن أن تساعد المزارعين في إنتاج المزيد من الغذاء، ولكنها قد تتسبب كذلك في مشاكل بيئية؛ فتؤدي الزيادة في استخدام سماد النيتروجين أحيانًا، إلى تراكم مركبات النيتروجين في التربة، ثم تأتي الأمطار فتجرف هذه المركبات نحو الأنهار والنهيرات وتسهم في تلوث المياه.



    --------------------------------------------------------------------------------

    النمو في إنتاج الغذاء وفي السكان
    البلدان النامية رفعت إنتاجها من الغذاء وبمعدلات أسرع من البلدان الصناعية منذ عام 1970، غير أن عدد سكان تلك البلدان قد زاد بمعدلات أسرع. ونتيجة لذلك فإن معدل نصيب الفرد من إنتاج الغذاء قد بقي على حاله في مجموعتي البلدان المذكورتين.

    --------------------------------------------------------------------------------


    النمو في إنتاج الغذاء في البلدان النامية. كان النمو في إنتاج الغذاء في البلدان النامية أكبر مما كان عليه في البلدان الصناعية. وقد زاد هذا الفرق منذ عام 1980م بالنظر إلى الزيادة الكبيرة التي حصلت في الإنتاج في الصين، وهي من البلدان النامية.


    النمو السكاني كان في البلدان النامية أعلى منه في البلدان الصناعية بصورة متواصلة.


    النمو في معدل نصيب الفرد في إنتاج الغذاء قد بقي على حاله تقريبًا، وسبب ذلك هو أن سرعة النمو في إنتاج الغذاء تقابلها السرعة في النمو السكاني.


    استنادًا إلى مصادر الأمم المتحدة فإن الدول الصناعية هي أستراليا ونيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة، وكذلك كل الدول الأوروبية (بما في ذلك روسيا) واليابان وجنوب إفريقيا وإسرائيل، وبقية الدول هي جميعًا من البلدان النامية.
    المصدر: منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
    ازدياد الطلب على الغذاء. يعكس ازدياد الطلب على الغذاء أساسًا نمو أعداد السكان في العالم. كما أنه يعكس وبدرجة أقل ارتفاع مستويات المعيشة التي تهيّء للناس تناول وجبات أكثر وأفضل.

    أثر نمو عدد السكان. يقيس الخبراء مخزون الغذاء في بلد ما بمقدار الغذاء الذي يمكن أن يتاح للفرد إذا وزع الغذاء بالتساوي على جميع الناس. ولذلك، لا يعتمد مخزون الغذاء على إجمالي كمية الغذاء فقط ولكن أيضًا على عدد الناس الذين يجب تغذيتهم.

    زادت الدول الصناعية إنتاجها من الغذاء بنحو 8% خلال الفترة بين عامي 1980 و1985م، وخلال هذه المدة نفسها، ازدادت أعداد السكان في هذه الدول بنحو 3%، ولذلك فقد ازدادت أيضًا كمية الغذاء المتاح للفرد الواحد. أما الدول النامية فقد زاد إنتاج الغذاء فيها بنحو 16%، بينما زاد عدد السكان فيها بنحو 10% خلال الفترة الواقعة بين عامي 1980 و 1985م. ويعزى كثير من الزيادة في إنتاج الغذاء في الدول النامية إلى ازدياد إنتاجه في الصين. أمّا الدول النامية الأخرى، فقد أحرزت زيادة قليلة وبعضها لم يتحسن إنتاجه من الغذاء إطلاقًا. وفي بعض هذه الدول، تزداد أعداد السكان بسرعة أكبر من ازدياد إنتاج الغذاء.

    وفي محاولة لتجنب حدوث كارثة بسبب نقص الغذاء في المستقبل، أعد كثير من الدول النامية برامج لتنظيم النسل. انظر: تنظيم النسل. ولكن النقص في التعليم، وغيره من المعوقات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، منعت تلك البرامج من الوصول إلى أغلب الناس أو التأثير فيهم.

    أثر مستويات المعيشة المرتفعة. كلما حسّن الناس مستويات معيشتهم، خصوصًا بزيادة الدخل الشخصي، تناولوا عادة المزيد من الغذاء. وبمرور الوقت، فإنهم يبدأون بصفة عامة في تناول غذاء أغلى ثمنًا، وخصوصًا المزيد من اللحوم. ولكن ازدياد استهلاك اللحوم يستدعي الزيادة في استخدام الحبوب علفًا للمواشي. ولهذا السبب، يزداد استهلاك الفرد من الحبوب في كثير من الدول ذات المستوى المعيشي المرتفع.

    يستهلك الناس في الولايات المتحدة بشكل مباشر نحو 68 كجم من الحبوب للفرد في العام. ولكن نحو 680 كجم من الحبوب للفرد تذهب لعلف المواشي في العام في الولايات المتحدة. ويستهلك الأمريكيون هذه الحبوب بصورة غير مباشرة في شكل لحوم وبيض ومنتجات ألبان. ولذلك، فإن إجمالي استهلاك الفرد من الحبوب في الولايات المتحدة يبلغ في المتوسط نحو 748كجم سنويًا.

    أمّا إجمالي استهلاك الفرد من الحبوب في الدول النامية فإنه يبلغ في المتوسط 180 كجم سنويًا. وأغلب هذه الحبوب يتم استهلاكها مباشرة تقريبًا. ولذلك، فإن متوسط مايستهلكه الناس من الحبوب في الولايات المتحدة أكثر من أربعة أضعاف ما يستهلكه الناس في الدول النامية.




    مشكلات التوزيع. أغلب السكان، في كثير من الدول النامية أفقر من أن يستطيعوا شراء كل ما يحتاجون إليه من الغذاء. ولذا، فإن كثيرًا من مخزون الغذاء المتاح يذهب للأقلية المحدودة من السكان الذين يستطيعون شراءه. كما ينقص الدول النامية أيضًا الإمكانات الحديثة لنقل وتخزين الغذاء. ففي كثير من الحالات يصعب توزيع الكمية المتاحة من الغذاء إلى كل المناطق التي تحتاجه، كما أنه لا يمكن تخزينه بطرق سليمة في انتظار نقله. ونتيجة لذلك، تتلف كميات كبيرة من الغذاء أو تأكلها الفئران والجرذان والحشرات.


    طرق زيادة مخزون الغذاء
    تأتي أغلب الزيادة في مخزون الغذاء من إنتاج زراعي أكبر. ويمكن زيادة الإنتاج الزراعي بإحدى طريقتين رئيسيتين: 1- تطوير أراض زراعية جديدة. 2- زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية الحالية. وهنالك طريقتان أخريان هما: 1- تقليص الطلب على التغذية بالحبوب. 2- تطوير مصادر غذاء جديدة.


    تطوير أراضٍ زراعية جديدة. وهذا صعب ومكلف؛ إذ تقع أكبر المساحات التى يمكن تطويرها للزراعة في إفريقيا جنوبي الصحراء وفي حوض نهر الأمازون بأمريكا الجنوبية. أكثر هذه الأراضي مغطاة بالغابات الكثيفة،كما أن تربة ومناخ المنطقة الاستوائية لاتلائمان الزراعة بصورة مثلى. ونتيجة لذلك، تجد الأقطار التي تسيطر على هذين الإقليمين صعوبة في توطين المزارعين بها لتطوير تلك الأراضي.



    الأبحاث المتعلقة بالزراعة الاستوائية تهدف إلى رفع معدلات إنتاج الغذاء في البلدان النامية التي يقع معظمها في المناطق الاستوائية. وهذه الباحثة الهندية تقوم بدراسة أمراض النباتات الاستوائية.
    زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية الحالية. لدى المزارعين طريقتان رئيسيتان لزيادة إنتاجية أراضيهم: 1- زيادة استخدامهم للري والطاقة والأسمدة. 2- استخدام الأصناف المحسّنة من الحبوب والمواشي التي تنتج كميات أكبر من المحاصيل ومن منتجات المواشي. ولقد استخدم المزارعون في الدول الصناعية كلاً من هاتين الطريقتين خلال أكثر سنوات القرن العشرين الميلادي. وفي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الميلادي تبنّى المزارعون في بعض الدول النامية أيضًا هاتين الطريقتين لزيادة إنتاجهم من الأرز والقمح. ولقد تكللت مساعيهم بالنجاح لدرجة أنها سميت الثورة الخضراء.

    لقد أمكن تحقيق الثورة الخضراء بتطوير سلالات الأرز والقمح عالية الإنتاجية. ولكن هذه الثورة تطلبت أيضًا استخدامًا أكثر لمياه الري والطاقة والأسمدة. وحصل الكثير من المزارعين على المياه من الآبار، واستخدموا المضخات الكهربائية وتلك التي تعمل بالديزل لاستخراج المياه. ولكي يحصلوا على أعلى إنتاج ممكن،كان عليهم إثراء تربتهم بالمخصبات (الأسمدة). وفي أثناء الستينيات من القرن العشرين الميلادي ساعدت هذه الطرق بلدانًا كالهند والمكسيك على مضاعفة إنتاج القمح.

    يمكن للثورة الخضراء أن تجعل الأراضي الزراعية أكثر إنتاجية. فمثلاً إذا كان لدى المزارعين في المنطقة الاستوائية كميات كافية من المياه والأسمدة وغيرها من المواد الأساسية الأخرى، فيكون بإمكانهم زراعة محصولين أو ثلاثة في العام على مساحة الأرض نفسها بدلاً من محصول واحد. ولكن مقدرة الثورة الخضراء على زيادة مخزون الغذاء محدودة، فالكثير من المزارعين في الدول النامية لا يستطيعون شراء الموارد الإضافية التي تتطلبها الثورة الخضراء. ويؤدي المزيد من استخدام هذه الموارد إلى زيادة إنتاجية الأراضي إلى حد ما. والواقع أن أغلب المزارعين في الولايات المتحدة، مثلاً، يستخدمون من سبعة إلى عشرة أضعاف كمية الأسمدة في كل وحدة من وحدات الأرض مما يستخدمه أغلب المزارعين في الدول النامية. ولكن إنتاج الولايات المتحدة من الحبوب لايتجاوز ضعف إنتاج المزارعين في تلك الدول تقريبًا.

    وبالرغم من إمكانية زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية، فإن تكاليف الطاقة والأسمدة المتزايدة باستمرار تدفع أسعار الغذاء إلى الارتفاع المستمر، بينما لا يستطيع ملايين الناس على نطاق العالم شراء كل مايحتاجون إليه حتى بأسعار قليلة. ولذلك، لا بد من إيجاد طرق لإنتاج الغذاء بتكاليف يستطيع أغلب الناس دفعها.

    إنّ أمثل الطرق لجعل الأراضي الزراعية أكثر إنتاجية هي الأبحاث الزراعية. فمثلاً، يعمل علماء الأبحاث على تطوير سلالات حبوب ليست عالية الإنتاج فحسب، بل لديها خصائص أخرى مرغوب فيها. فمثل هذه الحبوب قد تحتوي على مزيج متكامل من الحموض الأمينية، وتستفيد من المياه والأسمدة بفاعلية أكبر وتستطيع مقاومة الأمراض والحشرات بدرجة أكبر. ولكن من الصعوبة بمكان تطوير سلالة نباتية تمتلك هذه الخصائص المختلفة الكثيرة. ولذلك، فإن البحث المطلوب يحتاج لكثير من المال والوقت.


    تقليص الطلب على التغذية بالحبوب. سيزيد تقليص الطلب على الحبوب من كمية السعرات الحرارية والبروتين المتاحة للاستهلاك البشري. وستحدث مثل هذه الزيادة لأن المواشي تستهلك سعرات حرارية وبروتينًا أكثر مما ينتج منها. وأبقار اللحوم غير فعالة بصفة خاصة في هذا الصدد. فمن كل 3,6 إلى 4,5 كجم من الحبوب تستهلكها أبقار اللحوم في المتوسط، تنتج 0,45 كجم من اللحوم فقط. ولكن أربعة كيلو جرامات من الحبوب تحتوي تقريبًا على عشرة أضعاف هذا القدر من السعرات الحرارية وأكثر من أربعة أضعاف البروتين الذي يحتويه نصف كيلو جرام من اللحم.

    كل أبقار اللحوم في الماضي كانت ترعى تقريبًا الأعشاب وغير ذلك من الأعلاف الخضراء إلى أن تذبح. إلا أنه منذ منتصف القرن العشرين الميلادي تم إنشاء العديد من مزارع تسمين الأبقار التي سميت أراضي العلف في أستراليا وكندا والولايات المتحدة، وكذلك في أقطار صناعية أخرى. وتُسَمّن أغلب أبقار اللحوم في الولايات المتحدة في أراضي العلف، الأمر الذي يجعلها تستهلك كميات ضخمة من الحبوب. فالطلب على حبوب العلف سيقل كثيرًا إذا عادت صناعة منتجات الأبقار إلى تسمين الأبقار بالأعلاف الخضراء أساسًا. ففي المملكة المتحدة وبقية أوروبا تعلف الأبقار بحشائش علف المطمورة أو سيقان الشعير بدلاً من الحبوب كالذرة الشامية. ولكن الاعتماد على الأعلاف الخضراء لن يكفي دائمًا لإنتاج اللحوم بالقدر الذي يفي بالطلب عليها. والطلب على حبوب العلف قد ينخفض أيضًا إذا قلل الناس في الدول الصناعية استهلاكهم من اللحوم.


    تطوير مصادر غذاء جديدة. تُعد البذور الزيتية كجوز الهند وبذرة القطن والفول السوداني وفول الصويا مصادر غنية بالبروتين. وقد اعتبر فول الصويا منذ عهد بعيد غذاءًَ مهمًا في قارة آسيا حيث عرف لأول مرة. وباستثناء فول الصويا لم تكن أي من البذور الزيتية المذكورة غذاءً أساسيًا في أي مكان آخر من العالم. وبدلاً من ذلك فإن هذه البذور تنتج أساسًا من أجل زيتها الذي يستخدم في إنتاج السمن النباتي الصناعي ومتبلات السلطة. وعلى أية حال فإن البروتين يبقى في الوجبة، ويستخدم الباقي، أي مخلفات البذرة بعد عصر الزيت علفًا للمواشي.

    ومنذ منتصف القرن العشرين الميلادي، يسعى مطورو الأغذية للاستفادة من البروتين المتوافر في وجبة البذور الرئيسية في إنتاج غذاء ملائم لاستهلاك البشر. وقد طوروا مختلف أنواع الأغذية رخيصة الثمن، خصوصًا وجبة فول الصويا التي جهّزت بنكهة مقبولة. وتمّ تسويق بعض هذه المنتجات، خاصة المجهزة منها في شكل مشروبات، بنجاح في دول نامية في مختلف أنحاء العالم. ويعمل مُجهزو الأطعمة حاليًا لتحويل وجبات جوز الهند وبذرة القطن والفول السوداني إلى أطعمة مقبولة على نطاق واسع. وهذه المحاصيل الثلاثة تزرع في المناطق الاستوائية، ولذلك فإنها سوف تمد ملايين الناس في الدول النامية ببروتين رخيص.

    ولقد طور العلماء ومعالجو الأغذية أيضًًا طرقًا لإثراء الغذاء. فمثلاً، أنتج العلماء حموضاً أمينية صناعية يمكن إضافتها للخبز وغيره من منتجات الحبوب لتحسين نوعية بروتيناتها.


    برامج زيادة مخزون الغذاء
    يتبنى العديد من المنظمات برامج لزيادة وتحسين المخزون من الغذاء في العالم. وتشمل المنظمات العالمية الرئيسية اثنتين من وكالات الأمم المتحدة هما منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي. أمّا مجلس الغذاء العالمي، فهو مجموعة من خبراء الغذاء تعينهم الأمم المتحدة للمساعدة في تنسيق عمل المنظمات العالمية المختلفة. وقد كونت العديد من الدول الصناعية وكالات خاصة بها للمساعدة على زيادة المخزون من الغذاء في العالم.

    وهناك عدد من برامج زيادة المخزون الغذائي تتبناها مجموعات دينية وأخرى تابعة لمجموعات خاصة وخيرية. فمثلاً، مؤسسة روكفلر، وهي منظمة خيرية أنشأتها في الولايات المتحدة عائلة روكفلر، تسهم منذ أمد بعيد في الأبحاث الزراعية في الدول النامية. كما أن المنظمات الخيرية، مثل هيئة مكافحة الجوع (أُكْسفام) تدعم الأبحاث الزراعية وتقدم أطعمة الإغاثة خلال فترات المجاعة في الدول النامية.


    البرامج الفنية والمالية. تعمل هذه البرامج لزيادة إنتاج المزارع في الدول النامية. وتتبنى منظمة الأغذية والزراعة برامج المساعدات الفنية الرئيسية. والواقع أن هذه البرامج معدة أساسًا لتدريب المزارعين على طرق الزراعة الحديثة. ويدعم برنامج الأمم المتحدة للتنمية برامج المساعدات الفنية. انظر: الأمم المتحدة.

    وتقدم أغلب المساعدات المالية للأغراض الزراعية في الدول النامية على شكل قروض قليلة الفائدة. ويقدّم البنك الدولي ومختلف البنوك الإقليمية المرتبطة به أغلب القروض. ففي عام 1976م، أنشأت الأمم المتحدة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية للحصول على اعتمادات إضافية من الدول الغنية الأعضاء في الأمم المتحدة.


    برامج مساعدات الأغذية. تقدم برامج مساعدات الأغذية شحنات من الغذاء للدول التي تحتاج إلى المساعدات الطارئة التى تتبرع بأغلبها الدول الصناعية.

    يوزع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ما يتحصل عليه من الدول المتبرعة إلى الدول التي تحتاج إلى المساعدات. وفي عام 1986م، جمعت النشاطات الخيرية في العالم كفرقة بوب جلدوف الموسيقية للمساعدات أموالاً كثيرة لإفريقيا وغيرها من الدول النامية، لمساعدتها غذائيًا. وتسهم هيئة الإغاثة الإسلامية، وحكومة المملكة العربية السعودية، وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي في تقديم المساعدات المادية والعينية لكثير من الدول النامية.



    الغذاء أثناء الطوارئ يقدم إلى آلاف الناس المنكوبين بالكوارث سنوياً. وهؤلاء العاملون في إحدى منظمات الإغاثة يقومون بتوزيع حصص الغذاء الخاصة بالطوارئ لضحايا الفيضانات في بنغلادش.
    برامج الأبحاث. تسعى مختلف برامج الأبحاث العلمية إلى زيادة نوعية وكمية المخزون الغذائي. فمثلاً، تم في الستينيات من القرن العشرين الميلادي تطوير سلالة من الذرة الشامية ذات محتويات محسنة من الحموض الأمينية. إلا أن هذه السلالة الجديدة منخفضة الإنتاج نسبيًا. ويعمل العلماء حاليًا على تطوير سلالة من الذرة الشامية عالية الإنتاجية وذات محتويات من الحموض الأمينية المحسنة.

    ويسعى علماء الأبحاث أيضًا لإيجاد طرق للمحافظة على الموارد الزراعية. وكما وضح من قبل، فإن بعض هذه الطرق يستهدف تطوير سلالات من الحبوب أكثر فاعلية في استخدام المياه والأسمدة. وعلماء الحيوان يقومون بتجارب مماثلة لتطوير سلالات من الأبقار تنتج لحمًا أكثر مع استهلاك القدر نفسه من العلف.

    يُجْرَى العديد من مشاريع الأبحاث حاليًا في حوالي عشر مؤسسات بحثية تتبناها منظمة الأغذية والزراعة بالاشتراك مع البنك الدولي ومؤسسة روكفلر والعديد من المنظمات الأخرى. وهذه المؤسسات قد أنشئت في الدول المتقدمة وتتخصص كل واحدة منها في نوع معين من الأبحاث. ففي المكسيك مثلاً، يحاول المركز الدولي لتحسين الذرة الشامية والقمح إنتاج سلالات محسنة منهما ومن حبوب معينة أخرى. وتعمل بعض المؤسسات الأخرى كالمؤسسة العالمية للزراعة الاستوائية في نيجيريا، على تطوير سلالات من النباتات والمواشي تتلاءم بصفة خاصة مع المناخ الاستوائي.


    احتياطي الغذاء العالمي. في عام 1974م، حضر ممثلون عن 130دولة مؤتمر الغذاء العالمي الذي عقد في روما تحت رعاية الأمم المتحدة. تبنى الحاضرون في هذا المؤتمر خطة لإنشاء احتياطي موحد للغذاء العالمي. والواقع أن احتياطيات الغذاء في العالم تتكون حاليًا من احتياطيات الدول المصدرة للغذاء كل على حدة. وكل دولة تدير الاحتياطي الخاص بها. وعلى غرار الخطة الجديدة ستستمر كل دولة في الاحتفاظ باحتياطيها الخاص ولكنها تتعاون مع بقية الدول المشاركة في الخطة فيما يتعلق باستخدام هذا الاحتياطي. وبهذا يمكن توجيه احتياطي الغذاء لأجزاء العالم الأكثر حاجة له. أو تحيل بعض الدول جزءاً من فائض مخزونها الغذائي إلى المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال مثل برنامج الغذاء العالمي.

    انظر أيضًا: الزراعة؛ الغذاء؛ التغذية.


    أسئلة
    لماذا يندر أن يكون لدى أغلب الدول النامية غذاء كاف؟
    ما الطرق الأربع لزيادة المعروض من الغذاء؟
    ما النباتات الأكثر أهمية كمصدر للغذاء؟
    ما سوء التغذية المرتبط بالبروتين والسعرات الحرارية؟
    ما أكبر قطر منتج لأغلب فائض الغذاء؟
    كيف يؤثر مستوى المعيشة المرتفع على مخزون الغذاء؟
    ما الثورة الزراعية الخضراء؟
    كيف يزيد خفض الطلب على أعلاف الحبوب مخزون الغذاء؟ ولماذا؟

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 7:09 pm